کد مطلب:241051 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:110

یا خراسانی ما أکثر غلطک
كلمة منتزعة من مناظرة الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی متكلم خراسان فی الإرادة المطولة و لبیان ربطها و المراد منها نذكر شیئا من المناظرة قال الرضا علیه السلام:

«... و نفی المراد نفی الإرادة أن تكون؛ لأن الشی ء إذا لم یرد لم تكن إرادة و قد یكون العلم ثابتا و ان لم یكن المعلوم، بمنزلة البصر فقد یكون الإنسان بصیرا و إن لم یكن المبصر، و یكون العلم ثابتا و إن لم یكن المعلوم، قال سلیمان: إنها مصنوعة، قال علیه السلام: فهی محدثة لیست كالسمع و البصر؛ لأن السمع و البصر لیسابمصنوعین و هذه مصنوعة، قال سلیمان: إنها صفة من صفاته لم تزل، قال - علیه السلام - فینبغی أن یكون الإنسان لم یزل؛ لأن صفته لم تزل، قال سلیمان: لا؛ لأنه لم یفعلها، قال الرضا علیه السلام: یا خراسانی ما أكثر غلطك أفلیس بإرادته و قوله [1] تكون الأشیاة؟! قال سلیمان: لا، قال: فإذا لم تكن بإرادته و لامشیته و لالأمره و لابالمباشرة فكیف یكون ذلك؟! تعالی الله عن ذلك، فلم یحرجوابا» [2] .

یتضح الدلیل علی كثرة أغلاط المروزی متكلم خراسان و تناقضاته بالنظر إلی المناظرة حیث تجده مرة یری الإرادة أزلیة و أنها صفة الذات المتعالیة كالقدرة و العلم و السمع و البصر، و مرة أنها فعل و من المعلوم أن الفعل كله محدث كما قال علیه السلام ذلك [3] و یصرح المروزی هنا بأنها مصنوعة فیلزمه علیه السلام بقوله: «فهی محدثة» و بعد ما نقض علیه السلام بأن السمع و البصر لیسا بمصنوعین ادعی أنها صفة من صفاته لم تزل أی: قدیمة كما سبق منه القول بها [4] فرد علیه علیه السلام بلزوم ذلك فی إرادة الإنسان أیضا لأنها صفة من صفاته أیضا أجاب سلیمان بأنه أی الإنسان لم یفعل الإرادة لأنه مخلوق أظهر بهذه المقالة جهله المستحكم و غلطه الفاحش.



[ صفحه 505]



و من ثم خاطبه علیه السلام بقوله: «یا خراسانی ما أكثر غلطك».

و راح یتعثر فی أغلاطه مرة أخری بعد غیر مرة حین سأله علیه السلام: «أفلیس بإرادته و قوله تكون الأشیاء» فأجاب: لاو أنكر حدوث العالم برمته و لم یعرف الجواب عند السؤال عن سبب تكون الأشیاء إذا لم تكن عن إرادة الله جل و جلاله و لاعن قوله و أشار به إلی آیة «إنما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له كن فیكون» [5] .

و لابدع لو كثرت أغلاط مثل سلیمان الذی لم یأخذ علمه من عین صافیة من أهل بیت النبوة.



[ صفحه 506]




[1] يحتمل إرادته عليه السلام الآية 82 من سورة يس.

[2] عيون أخبار الرضا 149:1، التوحيد 449.

[3] إشارة إلي يس: 82.

[4] أول المناظرة.

[5] يس: 82، و يحتمل بيان الواقع محكي الآية.

ثم للسيد المعلق دام عمره و هوزميلنا طوال الحياة بيان للبحث الجاري قال: إيضاح الكلام أنه عليه السلام ألزمه علي كون الإرادة أزلية كون الإنسان مثلا أزليا لأن صفته أي إرادته التي بها خلق الإنسان أزلية، فأجاب سليمان بأنه لايلزم ذلك لأنه فعل الانسان فهو حادث و لم يفعل الإرادة فرده عليه السلام بأن هذا غلط كسائر أغلاطك لأن تكون الأشياء إنما هو بإرادته و لاتتخلف عن المراد بشهادة العقل و الآية فكابر سليمان فقال: لايكون بإرادته، فأفحمه بما قال عليه السلام: فلم يحر جوابا. هامش التوحيد 449. كلمة «فلم يحر جوابا» مقولة راوي المناظرة كبقية كلمات قال و قال إلي آخرها. و الله العالم.